22 عاماً على إنتفاضة الأقصى.
نشر بتاريخ: 2022/09/28 ( آخر تحديث: 2024/03/26 الساعة: 00:36 )

 

في 28 سبتمبر 2000 قام المجرم أرئيل شارون رئيس وزراء الاحتلال الأسبق بإقتحام باحة المسجد الأقصى برفقة المئات من جنود الإحتلال، مما دفع جموع المصلين الفلسطينيين إلى التصدي له، وإستشهد 5 فلسطينيين في اليوم الثاني وعشرات الإصابات لتمتد المواجهات في اليوم الثالث إلى كافة أنحاء فلسطين، وفي اليوم الرابع للإنتفاضة إعدم الطفل الفلسطيني  «محمد الدرة» فشاهده العالم بأسره عبر القنوات التلفزيونية من خلال تسجيل التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية حيث وثق مشاهد إعدام الطفل (11 عامًا) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة، وشكل محمد الدرة رمزًا للانتفاضة الثانية.

ثم تحولت الإنتفاضة إلى انتفاضة مسلحة، بعد أن كان الفلسطينيين يواجهون الإحتلال بحناجرهم من خلال المظاهرات وإلقاء الحجارة وإشعال إطارات السيارات، وكان الاحتلال يردّ بالرصاص الحي والقذائف.
وبلغت ذروتها باجتياح دبابات الاحتلال الإسرائيلي المدن الفلسطينية، وشاهد العالم الطفل الفلسطيني الشهيد فارس عودة، الذي كان يحمل حجرا مقابل دبابة، و قامت قوات الإحتلال بقتله بدماء بارده، وازادت وحشية الاحتلال بالقتل حيث قتلت أكثر من 100 شهيد فلسطيني خلال أول أسبوعين من الإنتفاضة.

إستخدم الإحتلال طائرات الأباتشي لتنفيذ العديد من مهام الاغتيال بحق مناضلين وقادة وقصف مقرات السلطة الفلسطينية، بالإضافة لطائرات الـ ف16 التي قامت بقصف المنازل الفلسطينية ومقرات رسمية.

قام الاحتلال بعدّة اجتياحات في الضفة الغربية وقطاع غزة لتشتعل المواجهات مع الاحتلال وبمشاركة السلطة الفلسطينية، فيما ردت الفصائل الفلسطينية وأذرعها العسكرية وأبرزها كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح ومجموعاتها الفدائية بعمليات واسعة ضد الاحتلال ومستوطناته وقامت بتنفيذ عمليات تفجير داخل المدن المحتلة.

قام الإحتلال بحصار كنيسة المهد في مدينة بيت لحم وحصار الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات في مقره بمدينة رام الله في عام 2002 وقصفته عدة مرات بهدف إغتياله، لكن جميعها بائت بالفشل وإقتصرت على تدمير أجزاء واسعة من المقر وصمد الزعيم أبو عمار "الصمود الإسطوري" لكن التدهور السريع في صحته إضطره إلى السفر للعلاج ليستشهد في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى كلامار العسكري في ضواحي باريس، ليفقد الشعب الفلسطيني قائد الثورة ورمزها و والد الشعب الفلسطيني بكل أطيافه.

خلال سنوات الانتفاضة الخمسة إستشهد 4412 فلسطينيا، وأصيب نحو 49 ألفا. بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم 300 جندي، وجُرح نحو 4500 آخرين وعطب أكثر من 50 دبابة ميركافا وتدمر عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية، وإعتقلت قوات الاحتلال قرابة 126 ألف أسير منذ اندلاع الانتفاضة الثانية.

وإنتهت في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة في قمة شرم الشيخ والذي جمعت محمود عباس و أرئيل شارون، وكان من أبرز نتائج الإنتفاضة بناء الجدار العازل في الضفة الغربية والإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.


تتشابه أحداث الإنتفاضة الفلسطينية الثانية مع أحداث اليوم خاصة في مدينة القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية و حالة الجنون لدى قوات الإحتلال بالقتل والإعتقالات وتدمير الإراضي والممتلكات، وتصاعد الوعي الوطني الفلسطيني والكفاح المسلح خاصة للشباب الفلسطيني الذي يعيد بناء العديد من المجموعات العسكرية وتنظيم وهيكلة عمله المسلح في الضفة المحتلة.
تتشابه الأحداث لكن بغياب القائد الرمز ياسر عرفات وعدم وجود سلطة فلسطينية على أرض الواقع تجعل الأمور أكثر تعقيداً وخاصة بأيمان هذه السلطة بقدسية التنسيق الأمني مع الاحتلال.