الذكرى السنوية الأولى لرحيل الزميل في إذاعة الشباب "محمد علي"

راديو الشباب تصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الزميل الصحفي مدير قسم الهندسة الصوتية في "راديو الشباب"، الشهيد محمد علي (أبو عهد)، جراء استهداف منزله في شمال قطاع غزة بغارة من طائرات الاحتلال.

رحل الشهيد محمد تاركاً أثرا طيباً في كل من عرفه, فقد كان محبوباً في مجتمعه مجتهداً في عمله  مبادراً ومعطاءاً، وصاحب ضحكة لا تفارق وجهه، وله بصمة مميزة في "إذاعة الشباب".

، أصدقاء محمد زملاء العمل وكل طاقم الإذاعة لا يستطيعون النسيان وألم الفقد والحزن لم ينسدل على استشهاد صديقهم.

يتواصلون مع شقيقه محمود ويسألون: "هل ابنته عهد بخير؟ يجيب: هي من بقيت لنا من رائحة محمد منذ أن فارقنا.. نشاهدها تحاول  أن ترتدي بزة الصحافة ودرعه وخوذته تحملهم بين يديها الصغيرتين وتقبلهم.. تقول لنا والدي شهيد بين يدي الله في الجنة.

يقول أخوه  لم يعلم حينها هو أو أهله أن فواجع الأقدار ستصيبهم في قرة العين الاخ الصديق السد والسند لكل من عرفه الحامي والداعم ورجل المواقف: "كان محبوباً ومرضياً من والديه، ويحبه الأطفال يحب المفاجآت الجميلة لأهله وأصدقائه لقد ترك لدينا أثراً طيباً وجميلاً لن ننساه ما حيينا".

المولد والنشأة:

ترعرع الشهيد الصحفي محمد علي، في كنف أسرة وطنية مناضلة عريقة، تهجرت من بلدة اسدود، قدمت الشهداء والجرحى والأسرى  واعتقل والده من قبل الاحتلال عندما كان محمد صغيراً.

ولد محمد بتاريخ 30/12/1992 في مخيم جباليا وتربى في أزقة المخيم وحاراته، درس في مدرسة ابو عبيدة الثانوية حيث التحق بحركة الشبيبة الفتحاوية فيها ليصبح من كودارها ولتبدأ بصقل شخصيته الوطنية والتنظيمية فكان مبادراً للعمل التطوعي.

 يقول أحد أصدقاء محمد إنه "كان يحب الرياضة  وينظم المباريات بالإضافة إلى  موهبته في مجال الاقمار الصناعية والاتصالات فكان يبث القنوات الفضائية المذيعة للمباريات المشفرة مجانا للشباب في حيه ومدرسته".

يضيف: "وكان محمد أيضاً يحب الزراعة وكان يزرع كل انواع الخضروات علي سطح المنزل وكان ينتظر موسم حصاد الزتيون وعصر الزيتون ليذهب لارض والده ويدعو أصدقائه لمساعدتهم في جني ثمار الزيتون".

المسيرة المهنية:

درس محمد في جامعه الازهر دبلوم صحافه واعلام  ثم أكمل البكالوريوس في ذات الجامعة  وكان الاول علي دفعته،  كما واصل عمله في حركة الشبيبة الطلابية ليكون في خدمة الطلبة والدفاع عن حقوقهم وتقديم يد العون لهم.

وفي عام 2019 تم قبول محمد ليكون موظفاً في قسم الهندسة الصوتية لإذاعة الشباب، وفي عام 2023 أصبح محمد مسؤولاُ عن قسم الهندسة الإذاعية ليترك بصمة ممميزة في العمل الإذاعي.

الرحيل

وفي مثل هذا اليوم قبل عام نعى راديو الشباب في بيان له، الزميل الصحفي وابنه البار محمد علي وأحد أعمدة الإذاعة وقال في نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”
صدق الله العظيم

بأسمى آيات الفخر والاعتزاز والصبر والثبات، ينعى راديو الشباب في غزة، ابنه البار الزميل الصحفي الشهيد/ محمد علي (أبو عهد) 

وذلك في قصف استهدف منزله في شمال غزة، ضمن سلسلة جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.

ونتقدم من عائلته والأسرة الصحفية عموماً بالعزاء والمواساة، معاهدين الشهيد على ملاحقة قادة الاحتلال على هذه الجرائم المستمرة بحق الصحفيين.

رحل محمد ومعه زوجته وطفلته الصغيرة سلمي و 27 آخرون من عائلته بقصفٍ إسرائيلي استهدف منزلهم في جباليا.

فالسلام عليك أيها الأخ الراقد تحت التراب، والسلام على أهلك وعائلتك وكل الشهداء لن نبكي عليك يا أخي وحبيبي، لن نقول سوى نحتسبك عند الله من الشهداء والصدّيقين والأبرار.. المجد لك والرحمة عليك والجنة لروحك الطاهرة.