دلياني: عام من الإبادة في غزة، وقيادة إسرائيلية تعيش على سفك دماء الأبرياء
راديو الشباب
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في الذكرى الأولى لحرب الابادة التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، "ان الدمار الاحتلالي في غزة لا يزال يتفاقم، فقد فقد استشهد او اصيب 10% من السكان، وتم تدمير 75% من البنية التحتية المدنية، ويعاني اكثر من مليوني انسان من ظروف لا إنسانية، فيما تستمر الآلة الإجرامية الابادية الإسرائيلية بمجازرها بلا رادع. إن رفض دولة الاحتلال تبادل الرهائن ووقف الابادة، وتصعيدها ضد لبنان لا يشي إلا بمزيد من سفك الدماء، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران."
واضاف دلياني ان استراتيجية دولة الاحتلال الابادية، كباقي الأنظمة الابادية خاصة تلك التي ارتكبت الفظائع في أوروبا خلال القرنين الماضيين، قامت باعادة تعريف سكان مدنيين وبنيتهم التحتية الأساسية على أنها "عسكرية" أو "داعمة لجهات عسكرية"، مما حوّل الجميع، بمن فيهم الأطفال، في أعين مجرمو الحرب الاسرائيليون إلى أهداف، وأدى إلى اعتبار أبسط مقومات الحياة البشرية أهدافاً للقتل والإبادة.
"إن المأساة التاريخية التي يشهدها العالم في غزة هي نتيجة لتجسيد ايديولوجية صهيونية ابادية وعنصرية متأصلة في المجتمع الإسرائيلي، مما صنع قيادة سياسية تعيش على سفك الدماء وارتكاب جرائم ضد الإنسانية"، ولفت دلياني، مشيراً إلى أن القيادة في دولة الاحتلال تمثل ثمرة سنوات من تربية قائمة على الكراهية في المدارس والجامعات والجيش، وخلط مرويات دينية بالسياسة، وتمييز مُمأسس، وتسويق لفوّقية عنصرية، وإلغاء صفة الإنسانية من شعبنا الفلسطيني في الوعي المجتمعي الإسرائيلي.
واعتبر عضو المجلس الثوري ان القيادة الإسرائيلية الحالية، فاشية ودموية بطبيعتها وفي نفس الوقت عاجزة بشكل عميق، مشدداً على أن هذه القيادة—الرافدة للخوف المجتمعي والمبنية على التطرف الأيديولوجي—قد دمرت بشكل منهجي أي آفاق للاستقرار الإقليمي. وأكد دلياني أن الاستمرار بحكم القيادة الإسرائيلية الحالية يعتمد على استغلال المعتقدات العنصرية والدموية المتأصلة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتلاعبها الاستراتيجي بمقدرات الدولة، واستخدامها للخوف كأداة لتوطيد مكانتها وسلطتها وقمع اي جهود تعارض اجندتها.
كما أكد دلياني أن المعارضة السياسية في دولة الاحتلال لا تطرح اي بدائل جوهرية، مشيراً إلى أن بيني غانتس، الذي يُعتبر لدى البعض خليفة محتملاً لنتنياهو، لا يقدم سوى نسخة أكثر دبلوماسية من نفس الأجندة العسكرية الإجرامية الابادية. فتتركز خطابات غانتس على تعزيز القدرات العسكرية والقوة الابادية، دون معالجة القضية الجوهرية—الاحتلال العسكري المستمر لفلسطين. على نفس المنوال، فإن تصريحات يائير لابيد الذي عبّر من خلالها سابقاً عن تأييده لحل الدولتين تبدو غير صادقة، كما يتضح من امتناعه الأخير عن التصويت في الكنيست على هذه المسألة الجوهرية، مما يكشف عن فجوة عميقة بين خطابه للمجتمع الدولي والالتزام الفعلي تجاه حل الصراع الذي تفرضه دولة الاحتلال على شعبنا.
كما انتقد دلياني الحركة الاحتجاجية الإسرائيلية المعارضة لسياسات نتنياهو والطبقة الحاكمة في دولة الاحتلال، بما في ذلك المتظاهرين ضد سياسته الرافضة لأي حل ينهي الإبادة الجماعية في غزة ويؤدي إلى تبادل الرهائن، بالإضافة إلى المعارضين لمحاولته السابقة للانقلاب على السلطة القضائية. واعتبر المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن فصل الحركات الاحتجاجية المتعمد لهذه الملفات عن واقع استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ لا يؤدي إلا إلى تعزيز الوضع القائم والبعد اكثر عن تحقيق اي تقدم نحو اي حلول جذرية . وأكد دلياني أن الديمقراطية الحقيقية تتعارض جوهريًا مع استمرار الاحتلال العسكري، وأن الذين يرفضون مواجهة هذه الحقيقة يتهربون من واقع يُبطل اي ادعاء بالديمقراطية.
ودعا دلياني المجتمع الدولي إلى تجاوز حقبة البيانات والتصريحات الرمزية، مؤكدًا على الحاجة الملحة إلى تدابير ملموسة وفعالة، بما في ذلك الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين من قبل الدول التي لم تقم بذلك بعد. وأكد أن المحاسبة على العدوان الإسرائيلي أمر ضروري، ويتطلب فرض عقوبات، ووقف تزويد الأسلحة، والضغط الدبلوماسي الحازم على دولة الاحتلال. "فقط من خلال التدخل العالمي الفاعل والقوي والحاسم"، اختتم دلياني، "يمكن تفكيك آليات الإبادة الجماعية الإسرائيلية وتجسيد طموحاتنا الوطنية المشروعة والعادلة، وعلى رأسها تقرير المصير لشعبنا، والتقدم نحو الاستقرا