نشر بتاريخ: 2024/05/19 ( آخر تحديث: 2024/05/19 الساعة: 09:10 )

راديو الشباب  

أثار تهديد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، بالانسحاب من حكومة الاحتلال الإسرائيلية إذا لم تلتزم بخطة واضحة للحرب في غزة، تساؤلات بشأن تداعيات ذلك على الائتلاف الحكومي والمستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وطلب غانتس من حكومة الحرب الموافقة على خطة من 6 نقاط للصراع في غزة، بحلول 8 يونيو، على رأسها إعادة المختطفين الإسرائيليين لدى حماس، والقضاء على حكم الحركة، مع نزع السلاح من غزة، وضمان الوجود العسكري الإسرائيلي، بجانب تحديد استراتيجية واضحة للحرب بما في ذلك إقامة إدارة أوروبية أميركية فلسطينية للقطاع مدنيا، وتطبيع العلاقات مع السعودية، فضلا عن تجنيد طلاب المعاهد الدينية في إسرائيل، لضمان قوة الجيش.

وسرعان ما أعلن نتنياهو، رفضه للمهلة التي عرضها غانتس، معتبرا أنه "اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حركة حماس"، مؤكدا مجددا رفضه المطلق لقيام دولة فلسطينية كجزء من صفقة التطبيع مع السعودية.

كذلك ردّ وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، على غانتس، واصفا إياه بأنه "قائد صغير لكنه بهلوان كبير"، ولكنه رغم ذلك أشار إلى أنه "آن الأوان لحل المجلس الحربي الغارق في فرضيات الماضي، وتغيير السياسة لتكون مسؤولة وقوية".

ويأتي تهديد غانتس كتصاعد لأشهر من التوترات داخل حكومة نتنياهو حول التعامل مع الحرب، وبعد أيام فقط من انتقاد وزير الدفاع يوآف غالانت لنتنياهو لعدم وجود خطة لغزة بعد الحرب.

وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز"، إلى أن انسحاب حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه غانتس لن يؤدي تلقائيا إلى الإطاحة بائتلاف نتنياهو المكوّن من خمسة أحزاب أو إجراء انتخابات مبكرة، إذ سيظل نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف مسيطرين على 64 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعدا.

ووفق الصحيفة فإن الأمر ستكون له تداعيات، إذ ستمثل تلك الخطوة نهاية للتعاون الذي أعقب هجوم السابع من أكتوبر بين الأحزاب الإسرائيلية، ومن شأن ذلك أيضا أن يجعل نتنياهو قريبا بشكل أكبر للحزبين اليمينيين المتطرفين في ائتلافه، بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وتعليقا على خطاب غانتس ومهلته لنتنياهو، قال المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، في حديث يرصده لكم موقع راديو الشباب، إن "هذا إجراء متأخر من قبل غانتس ورفاقه، على أمل أن يستجيب نتنياهو للمطالب الوطنية غير الحزبية والبعيدة عن المنفعة الشخصية لمواجهة تحديات الساعة والخروج من الأزمات التي تواجه البلاد جراء الحرب".

وأوضح غانور أن خطاب غانتس أثار عددا من التساؤلات وهي: "هل سيلبي نتنياهو نداء الساعة أم يفضل سموتريتش وبن غفير والائتلاف اليميني المتشدد ويفوت فرصة ذهبية لن تعوض؟"، موضحا أن "تجارب الماضي علمتنا أن نتنياهو يتصرف خلافا للمتوقع، إذ يُفضل المناورة ويتخذ القرار في آخر لحظة ويرضخ لضغط آخر".

واعتبر المحلل الإسرائيلي أن الداخل الإسرائيلي أمامه "مسلسل من الأحداث غير المتوقعة على الصعيدين المحلي والخارجي حتى الثامن من يونيو المقبل".

وبشأن مستقبل حكومة الطوارئ بعد تهديد غانتس بالانسحاب، قال غانور إن "اليوم بداية العد التنازلي العلني لنهاية حكومة الطوارئ والاستعداد للمعركة الانتخابية المقبلة، مع التطلع أن تتم الانتخابات في الخريف المقبل، أثناء استمرار الحرب، على غرار انتخابات حرب أكتوبر 1973".

انقسام داخلي

اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي، مئير مصري، أن "الداخل الإسرائيلي منقسم بين مؤيد لنتنياهو يعتقد أن غانتس متساهل وخاضع للأميركيين، ومعارض يظن أن الحكومة واقعة تحت ضغط قلة من المتطرفين تعرقل عمل الجيش".

ومع ذلك أضاف مصري: "عند مرحلة معينة سوف يتوجب على نتنياهو أن يختار ما بين خيارين كلاهما مرّ: إما التضحية بالمتشددين وحينئذ سوف يصبح رهينة في يد غانتس، الذي بانسحابه في أي وقت سوف يتسبب في إسقاط الائتلاف وفرض انتخابات عامة مبكرة، وإما التضحية بغانتس وضمان استقرار الحكومة المتبقي من ولايتها عامين ونصف".

ورجح مصري بالنظر لتصريحات نتنياهو ووفقا لمنطقه "أن يتجه نحو الخيار الثاني إذا لزم الأمر".

وعن أسباب عدم تحديد حكومة نتنياهو إستراتيجية لليوم التالي للحرب، قال: "لدى الحكومة خطة لا ترغب في الإعلان عن كافة تفاصيلها قبل القضاء على ما تبقى من سلطة حماس".