نشر بتاريخ: 2022/09/27 ( آخر تحديث: 2022/09/27 الساعة: 12:25 )
ابراهيم دعيبس

راديو الشباب  

ألقى الرئيس ابو مازن خطابا مطولا في الامم المتحدة، وكان صادقا وشاملا ومعبرا عن وضع شعبنا وحقوقه التي يسلبها ويدمرها الاحتلال ويستحق كل التقدير والاحترام سواء بالنص المكتوب او الملاحظات التي توسع في شرحها والاشارة اليها وكذلك في الصور التي عرضها ومن ابرزها الاطفال الشهداء الذين قتلهم الاحتلال، كما اشار الى الاسرى وبالمقدمة ناصر ابو حميد الذي يعاني من مرض خطير وحياته مهددة في كل لحظة.
ومن النقاط البارزة في الخطاب الاشارة الى مئات القرارات التي اصدرتها الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومنظمات حقوق الانسان الكثيرة ، وأكد انه لم يتم تنفيذ قرار واحد من كل هذه القرارات.
باختصار لقد كان الخطاب كاملا متكاملا بالفعل، ولكن هناك ملاحظة قوية لا تتعلق بالخطاب نفسه وانما في قضية اخرى داخلية ومحلية، فلقد طالب الرئيس بتنفيذ  ولو قرار واحد من هذه القرارات الدولية، واذا كان الرئيس يطالب المجتمع الدولي، فإن الشعب الفلسطيني يطالب بتنفيذ القرارات  الداخلية ولو حتى قرار واحد منها، ومن بينها قرارات اصدرها المجلس التشريعي واتخذتها منظمة التحرير التي هي المرجعية الاولى لكل القيادات.
لقد انتهت مدة المجلس التشريعي وغاب المجلس وغابت كل قراراته، ولم يتم اجراء انتخابات لاختيار من يمثلون الشعب، ومنظمة التحرير تحولت الى شيء من التاريخ ولم يعد احد يسمع عن اي دور او  قرار جديد لها، وتحول النظام الى شخص واحد يقود ويقرر ومن حوله مجموعة من الاتباع والمؤيدين.
ومما زاد الامور سوءاً وتعقيدا هذا الانقسام الذي تقوده مجموعة من هذا الفريق ومجموعة اخرى من الطرف الاخر، وكل «يغني على ليلاه» بعيدا عن الشعب ومصالح الشعب.
وكلنا يعرف ويرى مصائب  الاحتلال وانهيارات التطبيع العربي بدون اي مبرر ولا منطق، والكل يعرف ان علينا مسؤوليات تاريخية مصيرية بانتظار القادرين علي تحملها.
ولقد تحدث كثيرون عن ضرورة  صحوة هذه القيادات المختلفة، كما تحدثوا عن واجب ولزوم البحث عمن يقدر او حتى يحاول مواجهة هذا الواقع، وهذا لا يكون حسب المعطيات الحالية والقيادات التي تركض وراء المصالح الشخصية او الفئوية، الا بالبحث عن قيادات بديلة، وهذا البحث لا يكون الا من خلال طريقة واحدة وحيدة، وهي اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة بعيدا عن الفئوية والحزبية الضيقة.
يا ايها الرئيس ، علينا، قبل مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك وتنفيذ قراراته، ان نتحرك نحن ونحقق ما يريده الشعب باختياره الحر من خلال الانتخابات، وبذلك يتم انهاء الانقسام باختيار قيادات جديدة بالانتخاب، وتكون قادرة على مواجهة التحديات، وقد تعبنا كثيرا من مناشدة العالم وتعبنا اكثر من هذه الشرذمة الداخلية والانقسام المخجل، وعلينا ان نبدأ بانفسنا حتى يستمع العالم الينا وبدون ذلك سنظل نكرر الاقوال بدون أية نتائج.. !!