نشر بتاريخ: 2022/06/26 ( آخر تحديث: 2022/06/26 الساعة: 21:16 )

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن الاحتلال يمارس التعذيب ضد الأسرى كسياسة ممنهجة ومدروسة وبتصريح من الجهاز القضائي الذي يعطى الضوء الأخضر للمحققين لاستخدام أساليب التعذيب المحرمة ضد الأسرى، وليس سلوكا فردياً.

وقال المركز، إن الاحتلال يستخدم أكثر من 80 أسلوب للتحقيق والتعذيب، الجسدية والنفسية وهذه الوسائل العنيفة أدت إلى استشهاد 74 أسيراً في سجون الاحتلال، من أصل 228 هم شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967.

وأوضح الباحث “رياض الأشقر” مدير المركز في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يصادف اليوم الأحد، 26 يونيو/ حزيران، أن عملية التعذيب والإرهاب تبدأ منذ اللحظة الاولى للاعتقال، حيث يتم الاعتقال بطريقة وحشية يتم خلالها تكبيل المعتقل بقيود بلاستيكية قوية، ووضع رباط على عينيه، وجره إلى الخارج ووضعه في السيارة العسكرية، وغالبًا ما يتم الاعتداء عليه بالضرب الوحشي بالهراوات وأعقاب البنادق والدوس عليه بالأقدام والشتم.

وأشار إلى أنه نادراً ما لا يتعرض معتقل فلسطيني لأحد أشكال التعذيب ، وغالباً يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب ، حيث أكدت الإحصائيات بان 99% من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ومراكز التوقيف والاعتقال المختلفة وخاصة في الايام الاولى للاعتقال .

وأوضح الأشقر ، أن هناك تكامل في الأدوار بين الجهات المختلفة القضائية والأمنية والطبية للاحتلال لتعذيب الأسرى، وأن الاحتلال يخفى ما يجري في غرف التحقيق من تعذيب وتنكيل بالأسرى وذلك بإعفاء الشرطة وعناصر “الشاباك” من توثيق التحقيقات الامنية التي تجريها سواء توثيقاً صوتياً او بالصورة.

وأضاف، أن سلطات الاحتلال تشرع التعذيب باسم القانون، حيث يسمح الاحتلال لمجرمي الشاباك بممارسة التعذيب ضد الأسرى، دون احترام لآدمية الإنسان ووفرت لهم غطاء من المحاكم الإسرائيلية، حتى لا تتم ملاحقتهم قضائياً في حال رفعت دعاوى ضدهم أمام تلك المحاكم.

واعتبر الأشقر ، هذا التشريع دعوة صريحة للتمادي في استخدام أساليب التعذيب المحرمة دولياً ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه، حيث كان قد استشهد العشرات من الأسرى تحت التعذيب .

وبين الأشقر أن التعذيب في سجون الاحتلال لا يقتصر على السجان أو المحقق بل امتد ليشمل من يسمى نفسه بالطبيب، حيث يشارك الأطباء بشكل واضح في تعذيب الاسرى، حيث يقوم الأطباء في السجون بممارسة التعذيب ضد الأسرى وحرمانهم من العلاج لإجبارهم على الاعتراف.

وأكد الأشقر أن آثار التعذيب لا تقتصر على فترة التحقيق والاعتقال فقط بل تمتد لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، علاوة على المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن على نفوس هؤلاء الأسرى بعد تحررهم من الأسر وخاصة الأطفال منهم، والأمراض التي لازمتهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث استشهد عشرات الأسرى المحررين، بعد إطلاق سراحهم بشهور قليلة نتيجة المعاناة والأمراض التي أصيبوا بها داخل السجون.

ودعا مركز فلسطين إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن جرائم الاحتلال بحق الأسرى والوقوف على كافة أشكال التعذيب التي يتعرض لها الأسرى، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحقهم .