نشر بتاريخ: 2022/01/08 ( آخر تحديث: 2022/01/08 الساعة: 16:02 )

متابعة خاصة - عمار البشيتي

اندلعت مواجهات في مخيّم جنين، تخللها إطلاق النار، لعدة ساعات الليلة الماضية، عقب اعتداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على محمد الزبيدي نجل الأسير  القيادي في كتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي.

 بدأت تفاصيل الحادثة عندما اعتدى عدد من عناصر  أجهزة أمن السلطة الفلسطينية  بهمجية، على  محمد الزبيدي قبل اعتقاله مع شخصين آخرين.

 أثار  اعتقاله والاعتداء عليه موجة غضب عارم لدى أبناء المخيم، حيث أطلق مسلحون النار بكثافة تجاه مقر المقاطعة في مدينة جنين وسط توتر شديد في المنطقة، بعد انتشار خبر اعتقال محمد الزبيدي نجل الأسير زكريا.

ووصل إطلاق النار إلى مقر قوات الأمن الوطني في حرش السعادة بالمدينة، وفقاً ما ذكرت مصادر محلية لراديو الشباب.

وطالب المسلحون  بمخيم جنين "الأجهزة الأمنية بوقف الاعتداءات على أبناء الشهداء والأسرى ومحاسبة الفاعلين".

 

وأظهرت مقاطع فيديو تعرض الزبيدي الابن للضرب المبرح في شارع حيفا بمدينة جنين، ومحاولة بعض المواطنين حمايته ووقف الاعتداء عليه قبل صراخ عناصر أمن السلطة ومنع أي أحد من الاقتراب.

نابلس تغضب

وفي سياق متصل، أفادت المصادر أن مسلحين أطلقوا النار في مدينة نابلس احتجاجاً على اعتقال الزبيدي والاعتداء عليه.

وقال مسلحون من مخيم بلاطة في بيان صحفي: في ظل الهجمة المسعورة التي شنها جيش الاحتلال على جنين ومخيمها وقراها، تخرج علينا زمرة من الأجهزة الأمنية لتعتدي على نجل الأسير زكريا الزبيدي، وهذا يدل على كمية الحقد ضد أبناء المخيمات.

وأضافوا: نطالب أبناء حركة فتح في الضفة بالتحرك الفوري ضد هذه الاعتداءات المتكررة.

وقالت مصادر محلية لراديو الشباب، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أفرجت عن الزبيدي وقد ظهرت آثار الضرب على جسده.

جهات حقوقية تدين الاعتداء على نجل الزبيدي

أدانت جهات حقوقية في بيانات منفصلة الاعتداء الوحشي الصادم من الأجهزة الأمنية الفلسطينية على نجل الأسير القيادي في حركة فتح زكريا الزبيدي في جنين مساء الجمعة.
 
واستهجنت مجموعة "محامون من أجل العدالة" اعتداء أجهزة الأمن في مدينة جنين بالضرب المبرح بالهراوى على المواطن محمد الزبيدي أثناء اعتقاله مساء أمس في الشارع العام.
وأكدت المجموعة أن هذا السلوك يعكس حالة عدم انضباط في صفوف عناصر الأمن، وتجاوزاً فاضحاً للقانون.
 
ودعت المجموعة إلى ضرورة كبح هذا السلوك المتكرر الذي بات يمثل نهجاً دائماً في التعامل بشّدة وعنف مع المواطنين دون أي مبرر، مطالبة بضرورة إحالة العناصر المتورطين في هذا الاعتداء إلى القضاء؛ لمحاكمتهم على هذه الأفعال المجّرمة والسلوكيات التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الأساسي الفلسطيني.
 
بدورها، استنكرت الهيئة الدولية (حشد) في تصريح صحفي الاعتداء على محمد الزبيدي، معتبرة أنه يدلل على رغبة أجهزة أمن السلطة وإصرارها على تطبيق سياسة استخدام القوة المفرطة وغير المبررة ضد المواطنين ما يعرض سلامتهم الجسدية لخطر شديد.

وطالبت النائب العام بفتح تحقيق جدي في ملابسات وظروف الاعتداء وسحل المواطن محمد الزبيدي؛ بما يضمن إحالة جميع المتورطين في ذلك للقضاء.

غضب بمواقع التواصل

وشهدت مواقع التواصل حالة من الغضب والسخط الشديدين، احتجاجاً على بلطجة الأجهزة الأمنية الفلسطينية واعتدائها الوحشي الصادم على نجل الأسير القيادي في حركة فتح زكريا الزبيدي، مساء أمس الجمعة.

وعبر النشطاء والمواطنون عن صدمتهم لمقاطع الفيديو التي انتشرت بشكل واسع للحظة الاعتداء على محمد زكريا الزبيدي، في الشارع العام بجنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وكتبت شقيقة زكريا الزبيدي (إم طه) على صفحتها بفيس بوك: الطرف الأول يضعون اسم زكريا زبيدي على رأس صفقة التبادل والطرف الثاني يعتدون على ابنه بالضرب شتان بين الطرفين.

من جهته علق غسان جاد الله القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، على اعتداء أجهزة امن السلطة على نجل الأسير زكريا الزبيدي.

وقال جاد الله في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "صحيح أن ابن الأسير ليس استثناءً ولا يختلف عن غيره من جهة الحقوق والواجبات، ولكن علينا ان نتذكر على الدوام بأنه ابن لمن دفع حريته ثمناً لحريتنا، وأن أباه ما قبع في الزنزانة إلا من أجل أن نحيا بكرامة، وأولى الناس بهذه الكرامة هو ابن الأسير نفسه".

بدوره علق الكاتب والإعلامي  د. عماد مُحسن  قائلاً "يا لبشاعة العنف، جسدياً، لفظياً، تلميحاً، تصريحاً، لا فرق، يا الله كم يحمل بعضنا قسوةً على أخيه، ثم يلوذ كالأرنب عند مواجهة عدوّه وعدو أخيه"،

وأضاف في منشور له على فيسبوك "كان الدمُ على الدمِ جسورٌ فيما مضى، لكنه بات اليوم وقحاً ومنحطاً ورديئاً وبذيئاً، ما أبشع العنف".

راديو الشباب  

يا لبشاعة العنف، جسدياً، لفظياً، تلميحاً، تصريحاً، لا فرق، يا الله كم يحمل بعضنا قسوةً على أخيه، ثم يلوذ كالأرنب عند...

تم النشر بواسطة ‏‎Imad S Mohsen‎‏ في السبت، ٨ يناير ٢٠٢٢

 

ونشرت الإعلامية ريم العمري منشورا على حسابها في فيسبوك تحدثت فيه عن توتر كبير يسود مدينة جنين وإطلاق نار صوب المقاطعة عقب انتشار فيديو لأفراد من الأمن يعتدون فيه بالضرب على محمد زبيدي نجل الأسير زكريا زبيدي.

عائلة الزبيدي تطالب المستوى الرسمي بتفسير ما جرى!

وطالبت عائلة الزبيدي الرئيس محمود عباس والسلطة بتوضيح رسمي حول الاعتداء على محمد نجل الأسير زكريا، ومنحت المستوى الرسمي حتى مساء اليوم لتفسير ما جرى.

وقال جبريل الزبيدي، شقيق زكريا، إن هذا الاعتداء هو الاعتداء الثاني على محمد، خلال شهر.

وأضاف: ابننا في جسده العديد من الشظايا والرصاصات جراء المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأبدى الزبيدي أسفه للأحداث التي جرت من إطلاق النار على الأجهزة الأمنية، قائلاً: "وصلتونا لمرحلة نطخ على الأجهزة الأمنية، ليس توصولونا لمرحلة مثل هاي، نحنا طول عمرنا ضد الاحتلال أنا أسير لـ14 سنة، لم أرفع سلاحي على ابن بلدي، وصلتونا لإشي نحنا مستحيين منو".

أول تعقيب رسمي

وفي أول تعقيب رسمي على أحداث جنين قال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء طلال دويكات، أن المؤسسة الأمنية ستتابع في إطار لجنة تحقيق تم تشكيلها، أي سلوك يرتكبه أحد أو بعض أفراد قوى الأمن الفلسطيني خارج إطار القانون.

وأضاف دويكات "سنحاسب المخالفين تطبيقا للعدالة، وإنفاذا للقانون، وحفاظا على سلامة مواطنينا وسلمنا الأهلي".

ورفض في الوقت ذاته بشدة ردود الأفعال الخطيرة التي ارتكبها بعض مطلقي النار على قوى الأمن الفلسطيني.

وكانت الأجهزة الأمنية أفرجت فجر اليوم السبت، عن  نجل الأسير زبيدي بعد ساعات من اعتقاله في مدينة جنين.

وأفادت مصادر محلية أنه تم الإفراج عن محمد زكريا الزبيدي و أيهم السعدي و أوس الشلبي بعد اتصالات مكثفة جرت في الساعة الأخيرة لتهدئة الأوضاع الميدانية في مخيم جنين.

الكلمات الدلالية