نشر بتاريخ: 2022/01/06 ( آخر تحديث: 2022/01/06 الساعة: 09:53 )

متابعة خاصة – عمار البشيتي

تستعد حركة فتح لعقد مؤتمرها الثامن في الحادي والعشرين من مارس المقبل، حيث بدأ المجلس الثوري للحركة أعماله في رام الله، تحضيراً لعقد المؤتمر الثامن وسط عاصفة من الجدل  تضاف إلى حالة الصراع والتناقضات الحادة التي تعصف بالحركة؛ نتيجة سياسة الإقصاء والتفرد التي انتهجها الرئيس محمود عباس.

ويأتي المؤتمر في ظل  صراعات متصاعدة، حيث يرى مراقبون  أنه يهدف لتعزيز قبضة عباس وسلطته، وأنه بات مخصصاً لإقصاء المقربون من مروان البرغوثي،  وناصر القدوة وآخرون مقربون من تيار الإصلاح،  وغيرهم لا يسيرون في فلك الرئيس عباس  مع استمرار تفرد من يطلق عليهم بالحرس القديم على المناصب ومراكز القوى في أروقة الحركة، وحرمان الكوادر الشابة من فرصة تصدّر مواقع قيادية في الحركة.

المؤتمر الثامن يهدف لشرعنة قرارات الإقصاء

أمين سر قيادة حركة فتح بساحة غزة، الدكتور صلاح العويصي، قال في تصريح خاص لراديو الشباب  "إن المؤتمر الثامن المزمع عقده في 21/3/2022م  حسب ما أفاد جبريل الرجوب قبل شهرين، يأتي في سياق شرعنة قرارات الإقصاء الصادرة زوراً عن المجلس الثوري واللجنة المركزية،

وأضاف العويصي "إنه منذ عقد المؤتمر السابع في 29/11/2016 صدرت عدة قرارات فردية عن مجموعة من المتنفذين في حركة فتح بشكل بعيد كل البعد عن ديمقراطية الحركة، لذلك يتجه الرئيس عباس نحو إضفاء صبغة قانونية على قرارته الصادرة بين المؤتمرين التي طالت قيادات وازنة ومؤثرة سواء داخل مؤسسات الحركة أو على المستوى الجماهيري،

وتابع قائد التيار في غزة "إن ما يروجه البعض بأن أهداف المؤتمر هي لترتيب  البيت الفتحاوي، ما هو إلا محض إفتراء،  وأن قرار وحدة فتح ورد اعتبار رموزها الوطنية التي تم إقصائها زوراً،  لا يحتاج إلا لدعوة تجمع كل قيادات الحركة ومن ثم يمكن الانطلاق نحو مؤتمر يعيد لفتح مكانتها".

ارتدادات المؤتمر السابع

وأضاف القيادي العويصي  "إن  ما أحدثه المؤتمر السابع عام 2016 ما زالت فتح تعاني من ارتداداته الخطيرة، وما صدر عنه من قرارات أدت إلى تراجع دور الحركة وضعف أدائها وعدم قدرتها على الرد وتقديم الاجابات وكذلك تعزيز للفساد الذي وضع حركة فتح بكل تاريخها رهن لأهداف شخصية أدت الى طغيان ثقافة اخرى غير تلك التي دعت اليها الحركة منذ انطلاقتها، والتي أدت بدورها الى استبعاد الحركة من الحيز العام وضعف أدائها في مواجهة الاستحقاقات السياسية والاجتماعية".

 انعكاسات عقد المؤتمر في ظل انقسام فتحاوي فتحاوي

وأردف قائلاً سيكون المؤتمر الثامن بمثابة رش الملح على الجروح التي ما زالت تنزف مالم تتبنى مواقف تعمل على توحيد الحركة و لم شمل أبنائها تحت مظلة وطنية تقدم الحلول ولا تتهرب منها،

وأضاف إن مؤشرات التحضير للمؤتمر من خلال لجنة تحضيرية تضم 25 لجنة إلى جانب لجان أخرى متعددة ستنطلق لإعداد أوراقها التي ستعرض على اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة للانتقال إلى المرحلة الثانية من أجل البدء بالخطوات العملية لإعداد الرؤى والآليات التي ستعمل وفقها كل لجنة وفق تصريحات الرجوب، والتي تعتبر تجاوز للنظام الأساسي للحركة ولا يحتاج الى آليات ورؤى جديدة، هذا الاجتهاد الخاطيء يؤكد سوء الأهداف والنتائج.

موقف تيار الإصلاح في فتح من عقد المؤتمر الثامن

وقال القيادي العويصي  إن تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح يعتبر نفسه جزء أصيل من حركة فتح، يسعى الى أن تتحرر فتح من قبضة التفرد، ولذلك نحن مع أي جهد فتحاوي يعيد لفتح كرامتها، ويضع حد لسياسة الإقصاء والتفرد، وسنكون مع أي مؤتمر تنظيمي يجمع أبناء فتح،

لكن تيار الإصلاح الديمقراطي ومن خلال تحليل عميق للواقع المعقد لتداخل الصلاحيات والممارسات، والتلويح بإقصاء عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحركة يؤشر الى أنه لا خير يرجى من هذا المؤتمر، هم ذاهبون نحو تعميق الفجوة بين حركة فتح وجماهيرها إنحيازاً لمصالحهم الشخصية والامتيازات الممنوحة لهم على حساب أجيال كاملة من الشباب.

رسالة لقيادة وأبناء فتح

وتوجه العويصي برسالة لقيادة وابناء حركة فتح قائلاً  "إن فتح التي انطلقت كثورة واحتضنت آلاف المناضلين، لم تكن عاجزة عن ممارسة دورها وضعف أدائها وعجزها عن تقديم إجابات شافية لمئات الأسئلة التي تدور في خلد كل الشرفاء من أبنائها، لولا سياسة الاقصاء والتفرد،

وقال إنه يجب أن تكون هناك وقفة جادة أمام خاطفي الحركة، لاستعادتها، وإن الأجيال التي قارعت محتل شرس وقضت سنوات من أعمارها في زنازين، قادرة على ان تواجه شرذمة تسير فتح نحو مصالحها وضمان بقائها ومكتسباتها،

وأكد العويصي أن تيار الإصلاح الديمقراطي ما زال يشرع يديه ويفتح قلبه لكل أبناء فتح، من أجل وحدة حقيقية يمارس فيها الجميع حقه في النقد والنقد الذاتي، ويؤسس قواعد نضالية ثابتة للأجيال القادمة على  قاعدة التدافع الطبيعي للأجيال والتداول الديمقراطي والواعي للمواقع القيادية كشكل وجوهر لأدبيات ثورية حقيقية ،

واختتم قائلاً "لعل الممارسة الديمقراطية التي تمثلت في المؤتمر التنظيمي المنعقد في غزة في 15/12/2021م كانت بمثابة مساحة اتسعت لكل الآراء والمقترحات وأعطت لكل عضو حقه في ممارسة ديمقراطية شفافة تعززت فيها قيم فتحاوية أصيلة بهدف تصحيح المسار"

محاولات لن تنطلي على أبناء الكادر الفتحاوي

ويتلاقى حديث القيادي العويصي مع ما صرح به عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل، حيث قال بأن هناك محاولات  لشرعنة  إقصاء مروان البرغوثي في مؤتمر فتح الثامن كما تم إقصاء  أعضاء الحركة المحسوبين على الأسير القائد مروان البرغوثي، من المجلس الثوري بالحركة.

وأوضح حويل في تصريحات له تابعها موقع راديو الشباب  أن ّهذا الإقصاء مرده "تصفية الأسير القائد مروان البرغوثي في المؤتمر الثامن للحركة؛ لكنّ هذا لن يتم بأي شكل".

وأكدّ حويل أنّ هذه المحاولات لن تنطلي على أبناء الكادر الفتحاوي ولا أبناء الشعب الفلسطيني، "ولن ينجحوا، مهما كان، في إقصاء مروان والمناضلين الذين معه، وسيأتي يوم يفهم هؤلاء أنه لا حل للاحتلال إلاّ بالمواجهة".

حملة إقصاء بدأها فريق محمود عباس

بدوره، أكد عضو المجلس الثوري بحركة فتح فخري البرغوثي، بدء  فريق محمود عباس، بحملة إقصاء لأعضاء يمثلون تيار القيادي البارز وعضو اللجنة المركزية بالحركة الأسير مروان البرغوثي.

وأكدّ البرغوثي أن لدى محمود عباس خوفاً من الإفراج عن مروان البرغوثي، مشيراً إلى خشيتهم أن يكون عقبة أساسية أمامهم".

الكلمات الدلالية