نشر بتاريخ: 2021/12/31 ( آخر تحديث: 2021/12/31 الساعة: 16:24 )

راديو الشباب متابعة خاصة - علاء بركة

تتجه حركة فتح لدخول عامها 57 لإنطلاقتها، في ظل خلاف كبير في الحركة ، والذي أدى الى إنقسامها بسبب سياسات الرئيس عباس، الأمر الذي جعل قيادات وازنة في الحركة بتأسيس تيار الإصلاح الديمقراطي داخل حركة فتح بزعامة النائب محمد دحلان وعدد من رفاقه.

وعلى مدار السنوات الماضية، رفض الرئيس عباس وقيادات مُتنفذه ، كل جهود المصالحة الفتحاوية الداخلية، وهانحن اليوم مقبلون على عام جديد، وسط تطلعات كبيرة لأبناء الحركة ومحبيها بالمصالحة الداخلية.

الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي، ديمتري دلياني أكد أن الرئيس محمود عباس ومجموعة المنتفعين حوله سيحرصون على إبقاء الفرقة بين أبناء فتح والانقسام الوطني، موضحاً أن السبب بسيط جداً وهو أنه بتوحيد الحركة وإنهاء الانقسام ستعود القيادات الفعلية لتمسك بزمام الامور ولن يبقى لهم مكان في المشهد الذي اصطنعوه على حساب فلسطين والفلسطينيين.

وتابع دلياني في تصريح خاص " الراديو الشباب"، " العائق الرئيسي أمام توحيد حركة فتح هو إصرار الرئيس محمود عباس وفريقه على التفرد بالقرار وعدم الامتثال للنظام الداخلي للحركة وتهميش أطر تنظيمية شرعية وقيادات فتحاوية فعلية. وإذا تراجع الرئيس عباس وفريقه عن هذا النهج فإن وحدة الحركة ستكون حقيقة واقعة".

وختم مؤكداً :"تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح متمسك بفتح كونها العمود الفقري للنضال الفلسطيني، وإن امتداد التيار وتوسعه في كافة أماكن التواجد الفلسطيني في الوطن والشتات لهو أكبر دليل على صدق التيار في توجهاته التنظيمية والوطنية".

وعلى نفس السياق ، تحدث المحلل السياسي الدكتور طلال الشريف عن واقع حركة فتح وتوقعاته للعام الجديد قائلاً :"لن يتغير المشهد الفتحاوي إلا بأوسع تجمع فتحاوي بعيدا عن الموالين للرئيس عباس".

وأوضح الشريف، "لراديو الشباب" أن الواقع الذي تعيشه حركة فتح منذ توقيع اتفاق أوسلو وتحملها المسؤولية عن إدارة رؤيتها للسلام وما تبعها من تراجع لإمكانية السلام مع الاحتلال الذي تم إفشاله بتربع اليمين واليمين الديني بزعامة نتنياهو وهو من وضع فتح ورئيسها والشعب الفلسطيني والعالم كله أمام ورطة غياب السلام وتراجع الداعمين للسلام في كل المعمورة.

وأصبحت فتح تعاني من اشكاليات إدارية وتنظيمية داخلها ومع الشعب الفلسطيني وأصبح الكثيرون من فتح غير راضين عن مواقف الرئيس وفتح في مواصلة عملية سلام بالشكل الذي وصلت إليه وأصبحوا يريدون تغيير المواقف تجاه عدة قضايا ارزها كما ذكر الشريف :

أولاً: الضغط على اسرائيل لكبح جماح توغلها في مصادرة الارض وعدم التزامها بتقدم المفاوضات نحو انقاذ عملية السلام وتململت القوى والاحزاب الفلسطينية تنشد مواقف أكثر تشدد مع الاحتلال للحفاظ على قوة الدفع الفلسطينية يتقدمها الشعب الفلسطيني لتغيير مواقف الرئيس عباس.

ثانيا غضب الفتحاويون من تحكم الرئيس وبطريقة ديكتاتورية أيضا داخل فتح وتنامي الشللية ومصالح فريق الحكم وخلية الرئيس داخل فتح وداخل السلطة وبدأ الكثيرون من مناهضة تصرفات رئيس الحركة ورئيس السلطة وحدث أن وصل مستوى الخلاف الفتحاوي على سياسات الرئيس المنبطحة أن تميزت ثلاث قوائم من الفتحاويين حين صدرت مراسيم الانتخابات العامة وضعف موقف الرئيس والموالين له لإحساسهم بأن سياسات الرئيس أضعفت إمكانية فوز قائمة فتح الرسمية وانتهت إلى الغاء الانتخابات. 

وأشار الشريف، أن عباس واصل رفض كل الوساطات لإعادة اللحمة لفتح للنهوض بها أمام تحديات الاحتلال وأمام حماس المنافس الرئيسي لفتح التي تسعى لإمتلاك القرار الفلسطيني.

وكشف الشريف،أن فتح على مفترق طرق بين مكوناتها فإما أن تقبل بالمصالحة الداخلية والنهوض من جديد وإما أن يتواصل تراجعها حتى تصبح غير رائدة لقيادة الشعب الفلسطيني والحفاظ على منظمة التحرير، أو تسلم الدفة لآخرين،أي بمعنى أن تكون فتح أو لا تكون، وكثير من الواقع يتغير على الأرض لينتهي دورها أكثر ضعفا وتذوب القضية الوطنية ويبتعد حق تقرير المصير لعقود طويلة.

وتوقع الشريف، أن يستمر الرئيس عباس على مواقفه الحاطة بقدرة فتح على النهوض ورفض أي مصالحة في العام القادم الجديد 2022 ولن تحدث مصالحة فتحاوية في حياة الرئيس عباس لأنه يتعامل في السياسة داخل فتح بمنطق الثأر وليس بمنطق قائد لكل الفتحاويين الذي عليه لم شملهم وتوسع أفق الوحدة الفتحاوية.

وطالب الشريف في ختام تصريحه، أبناء حركة فتح برص الصفوف لتكوين أوسع تجمع فتحاوي خارج منظومة الرئيس عباس للنهوض بفتح الجديدة بعيدا عمن يوالون الرئيس التأييد في مواقفه وسياساته العقيمة التي أضرت فتح كثيرا أمام الاحتلال وأمام الدول وأمام المنافس الأول لها وهي حماس.