نشر بتاريخ: 2021/12/29 ( آخر تحديث: 2021/12/29 الساعة: 17:56 )
عمار البشيتي

تحدث د. صلاح العويصي "أبو علي"  أمين سر قيادة حركة فتح في ساحة غزة، لراديو الشباب عن الانتخابات الداخلية لتيار الإصلاح  الديمقراطي في فتح، وبرنامج التيار للعام  (2022) وأبرز  أولوياته خلال هذا العام الجديد، كما وجه نداءاً للعمل الجاد على وحدة فتح ولم شمل الحركة لمواجهة التحديات القائمة.

وبدأ العويصي حديثه قائلاً لراديو الشباب إن "تيار الإصلاح في فتح يتقدم بخطوات إلى الأمام، باتجاه تعزيز الديمقراطية وتعزيز مشاركة الشباب والمرأة، والشبيبة في كافة أطر التيار".

وتابع أبو علي صلاح "أن المؤتمر التنظيمي بساحة غزة كان تجربة فريدة من نوعها، ولأول مرة تُبث على وسائل الإعلام  مباشرة، بكافة مراحل العملية الانتخابية سواء كان ترشحاً وانتخاباً، وحتى فرز الأصوات على مدار ثلاثة أيام من عمر المؤتمر، لاختيار قيادة جديدة  تستطيع أن تتسلم الراية من الرعيل الأول  المؤسس وليس المؤسس في التيار فقط بل مؤسسين في حركة فتح".

ولفت القيادي العويصي إلى أن "من كان سابقاً  أميناً للسر هو الدكتور سفيان أبو زايدة  أحد خريجين السجون، وقادة الانتفاضة، وهو وزير سابق، وشخصية كارزمية كبيرة، والان  هو يُسلم الراية لمجموعة من الشباب لمتابعة المسيرة".

وتابع العويصي حديثه "نحن في هذا التيار نستفيد من تجربة الأخوة القدامى المؤسسين، لنعزز العمل  الجماعي، ونعطي فرصة كبيرة للشباب الفلسطيني ليقودوا دفة العمل التنظيمي في التيار".
 

وواصل قائد التيار في قطاع غزة تعقيبه على المؤتمر التنظيمي قائلاً: "إن المؤتمر  شارك فيه حوالي (621) أخ وأخت من كوادر التيار  ومن يمثلون قيادة الساحة والمجالس التنظيمية، والقواطع وقيادات المحافظات، ومكاتب حركية  تمثلت بمختلف القطاعات وشملت تمثيلها لأعضاء المناطق والشعب التنظيمية وأعضاء مكاتب حركية".

وأضاف إن الانتخابات غابت عن ساحة العمل التنظيمي على مدار أكثر من 15 عاماً وآخر انتخابات جرت في قطاع غزة كانت عام 2006  ومنذ ذلك التاريخ لم تُجرى أي عملية ديموقراطية.

وتابع حديثه  "للأسف فيما بعد تم ممارسة الإقصاء والتهميش والإبعاد  لمئات بل آلاف من الكوادر  أبناء فتح الذين تربوا في الشبيبة، وتربوا في السجون وقادوا الحركة الأسيرة داخل السجون، وأغلب  هذا الكادر الذي كان يشكل ركيزة أساسية لحركة فتح وأصبح ليس له  أي دور الآن وخاصة في دائرة صنع القرار ".

تعزيز مشاركة الشباب

وتابع العويصي حديثه قائلاً: "من هنا كان دور تيار الاصلاح الديمقراطي  بضرورة العمل على تعزيز هؤلاء القادة هؤلاء الشباب من اجل ترسيخ مفهوم الديمقراطية".

وأوضح العويصي "أن المؤتمرات  التي قادتها حركة فتح، كانت مؤتمر ات عنوانها التهميش والإقصاء، وجُل أعمار  المشاركين، هم في الستينات والسبعينات من العمر، وهذا يتنافى مع أبسط الحقوق  بالمجتمع الفلسطيني وتحديداً في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث باتت نسبة الشباب تشكل65%.

وأضاف أن نسبة الشباب في دائرة صنع القرار على المستوى الرسمي لا تساوي شيء،  لكن في التيار الإصلاحي تجد أن المرأة مثلاً في هذه الانتخابات حصلت على 30%  من الأعضاء الذين نجحوا في هذا المؤتمر.

وشدد على أن هناك أولوية للمرأة في قيادة المشروع  وأيضاً الشباب وهم الآن من يجب أن يقودوا المرحلة القادمة.

وقال "إن هذا رد على كل سياسات الإقصاء والتهميش والتفرد، التي تمارسها قيادة السلطة والحركة تجاه هذه الفئات من أبناء شعبنا".

انتخابات في كافة الأطر والملفات

وكشف العويصي عن توجه التيار لإجراء انتخابات في كافة الأطر والملفات التنظيمية الرئيسية والمحافظات وقال إنه في خلال الثلاث اشهر القادمة ستكون هناك عملية ديمقراطية حيث سينخرط  الهيكل التنظيمي قرابة تسعين ألف شاب وشابة، لاختيار أعضاء المناطق التنظيمية، وسيكون لدينا فريق عمل منتخب مكون من 2500 عضو منطقة.

وأشار إلى أن التيار سيكون حاضر  وبقوة  على الساحة الفلسطينية،  ينبعث في حركة  فتح من جديد، لتجديد روح ومكانة هذه الحركة وسيرتها ومسيرتها، مسيرة الشهداء والجرحى والاسرى، لترد على كل المزاودين  بأن التيار الاصلاحي باقِ في هذه الحركة ولم يغادر هذا المربع.
 

الانتخابات في الساحات الخارجية

وقال إن أبرز العقبات لإجراء الانتخابات في الساحات الأخرى  انه تيار الإصلاح  ملاحق وخاصة في ساحة الضفة الغربية والقدس، هناك ملاحقات واعتقالات مستمرة  وهناك ممارسات عديدةلمنع التيار من ممارسة أي دور.

وحتى في في أكثر من مرة  شهدنا اقتحامات لنادي الامعري، ومهاجمة اجتماعات للتيار الاصلاحي، وملاحقة  ابناء التيار في في ساحة الضفة الغربية  وهي ساحة الفعل الشعبي ساحة المقاومة الشعبية ساحة  ملاحقة الصهاينة في كل مكان.

لكن هنا في غزة الأمر مختلف وهناك مساحة للتحرك والانطلاق و لدينا مساحة كبيرة من التحرك لاجراء انتخابات ولهذا عقدناها.

أما على الصعيد مثلا العربي أو الأوروبي، فهناك سياسة داخل هذه الدول لا تسمح لأحد أن يمارس انتخابات داخلها، وبالتالي يتم عملية تكليف الأطر، ولكن ساحة الفعل الحقيقية بالنسبة لنا القدس والضفة وغزة وهنا معركتنا الأساسية  ومعركة حركة فتح، وما دون هذه الساحات هناك أولوية ولكن الأولوية القصوى هنا.

برنامجنا خلال العام 2022

وقال القيادي أبو علي صلاح "إننا سنجري العملية الانتخابية في غضون ثلاث الى ستة أشهر على مستوى المناطق والقواطع والمحافظات، لتشكيل  قيادة منتخبة يشارك فيها الآلاف من أبناء التيار الاصلاحي".

وأكد على تنفيذ برامج على صعيد انتخابات للشبيبة للمكتب الحركي للشبيبة ولمجلس الشباب ومجلس المرأة المركزي، وللمكاتب الحركية وكلها أجمع سيكون فيها انتخابات.

وقال "بإذن الله في غضون عام 2022 سنعمل على  تعزيز الديمقراطية داخل أطر التيار، وسيكون  لدينا مركز  لتأهيل الكادر التنظيمي هو  مركز الشهيد ابو علي شاهين وسيتولى مهمة  تأطير وتثقيف كل أبناء التيار للمرحلة القادمة".

وشدد على أنه سيكون هناك اهتمامات خاصة في تعزيز بعض القطاعات تحديداً الشباب والمرأة، وقطاع الجامعات.

ووجه العويصي سؤاله لأبناء حركة فتح

من الذي يقود هذه الحركة? 

من الذي يقود  الحكومة?

أليس الرئيس محمود عباس هو الذي يتحمل المسؤولية عن كل ما يجري؛

هل نجد رئيس واحد عاقل في العالم يتحكم في شعبه بهذه الارادة ؟

هل هناك رئيس في العالم يلتقي مع وزير جيش العدو في منزله ويزوره ويترك غزة على مدار 15 عاماً ولا يزورها؟

كيف يمكن لهذه الحركة أن تتقدم وقيادة هذه الحركة تعلن جهاراً أن التنسيق الأمني تنسيقاً مقدساً؟
 

السلطة تعمل على كي الوعي الوطني والثقافي

ولفت العويصي إلى أنه هناك محاولات لتغييب وكي الوعي الوطني والثقافي الفلسطيني، وضرب مثلاً بأن أكتر من عشرين طالباً في جامعة النجاح،  جرى معهم لقاءاً  لم يعرفوا و لا يعلموا شيء عن خليل الوزير أبو جهاد، الذي يعتبر الرجل الثاني في حركة فتح والذي قاد الكفاح المسلح وقاد القطاع الغربي وتم اغتياله في عام 88.

وقال العويصي مستغرباً: "تصور انه طلبة الجامعة الأكثر نضجا والاكثر ثقافة، لا يعرفوا عن شهداء حركة فتح، وشهداء الثورة الفلسطينية، وهذه الثقافة للاسف غرست الانهزام والانكسار  وستدفع ثمنها حركة فتح في الانتخابات القادمة".

وأضاف قائلا: "حتى أبناء حركة فتح الذين تعرضوا للظلم والإقصاء والتهميش وقطع الرواتب والفصل ربما لا يصوتوا لهذه الحركة اذا لم تعيد مسارها ولم توحد صفوفها".

وتابع حديثه "قيادة الحركة تتغول على أطر ومؤسسات وأبناء الحركة وحتى قائدا ومناضلاً كمروان البرغوثي تُحاربه، وناصر القدوة،  إننا تتحدث عن رموز  في الحركة الأسيرة والحركة الوطنية".

وأضاف: بصراحة هذه الثقافة تقودنا وتقود حركة فتح الى كارثة كبيرة، اذا لم يتحرك العقلاء في حركة فتح وخاصة في اللجنة المركزية اذا لم يتوحد أبناء فتح في غزة فإننا بالفعل نتجه لكارثة.

ووجه العويصي نداءاً للوحدة ولم شمل الحركة قائلاً: دعونا من كل هذه المهاترات  "هذا تيار وهذا شرعي" نحن كلنا أبناء فتح، وهدفنا هذه الحركة أن تنهض من تحت الرماد لتستعيد تاريخها ومجدها وريادتها.

العلاقة مع الفصائل

وحول العلاقة مع الفصائل قال  العويصي: "لم تنقطع ولازلنا  نتمتع بعلاقة كبيرة مع كل الفصائل، وعلى تواصل مستمر وزيارات مستمرة مع الجميع، وأغلب التنظيمات التي تواصلت معنا بعد عملية الانتخابات مبهورة بنجاح العرس الديمقراطي.

معتبرين أنها تجربة كانت فريدة من نوعها وجزء من التنظيمات يدرس هذه التجربة لتعزيزها لديهم.

وأوضح أن هذه التجربة ستفرض نفسها على الفصائل وعلى التنظيمات التي تكلست منذ سنوات ولم تواجه اي عملية ديمقراطية داخل أطرها.

رسالة لكل ابناء شعبنا

واختتم العويصي حديثه في رسالة لأبناء شعبنا بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والخمسين حيث أردف قائلاُ   "لكل أبناء شعبنا الفلسطيني وأسر الشهداء وكل أسرانا داخل السجون نقول إن الفرج قريب، وإن الصبح سيبزُغ إن شاء الله، وإن الأسرى لهم دين في رقابنا، وسنظل نعمل على تحريرهم من عتمة السجون. ولكل أُسر الشهداء تأملوا بغدِ أفضل إن شاء الله، ولكل شعبنا الفلسطيني هنا أقول  "إن هذا الظلام الدامس الذي يخيم على غزة هنا سينقشع باذن الله قريبا".

الكلمات الدلالية