نشر بتاريخ: 2021/12/26 ( آخر تحديث: 2021/12/26 الساعة: 09:45 )

راديو الشباب متابعة خاصة - علاء بركة

تبدو حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي أسّست الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وأطلقت الكفاح المسلح، وقادت مسيرة النضال الفلسطيني، في مواجهة أزمة كبيرة في البنية والسياسة والقيادة.

وفي كل الأحوال فإن حركة “فتح” باتت تقف إزاء مسارين متناقضين، إما النهوض أو الأفول، والخيار بين هذين المساريين يتوقف على ماتفعله أو ما لا تفعله قيادة هذه الحركة، التي ستحتفل مطلع العام (2022) بمرور 57 عاماً على انطلاقتها.

دلياني: إعادة توحيد حركة فتح سيكون صعباً

حركة فتح بطبيعتها حركة ديناميكية ديمقراطية متعددة المشارب الفكرية التي تجتمع على قاعدة تحرير الارض والعودة، والرئيس محمود أراد لها أن تُغير طبيعتها إلى حزب السلطة الحاكم وفق ما ساد في الأنظمة العربية البائدة، هذا ماصرح به عضو المجلس الثوري، والقيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي ديمتري دلياني، "لراديو الشباب"، قائلاً :"رؤية الرئيس محمود عباس هي تحويل فتح لحزب السلطة، وهناك تم تشكيل ما بات يسمى بتيار السلطة في حركة فتح، بينما رفض غالبية أحرار الحركة هذا النزوح والتجني عن روح الحركة ونظامها الداخلي، والتزموا بادبيات وأُسس فتح التي رسّخها الشهداء أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وفيصل الحسيني وغيرهم من أباء الحركة وقيادتها الذين انتزعوا شرعيتهم من ميادين المعارك، وشكلوا تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح".

وأكد دلياني، أن إعادة توحيد حركة فتح سيكون صعباً طالما الرئيس محمود عباس متمسك بمساره، ويشجعه في ذلك طبقة من المُستفيدين الجدد، الذين في الأوضاع الحركية الوحدوية الطبيعية، لن يكونوا حتى قريبين من المسميات التي يحملونها فقط بسبب "تسحيجهم" للرئيس وإبتعاد غالبية القيادات الفتحاوية الوازنة عن دوائر الرئيس.

وحول إمكانية عقد مصالحة فتحاوية قريبة، قال دلياني :" المصالحة لها متطلبات وأولها الإلتزام بالنظام الداخلي للحركة، وعقد المؤتمر السابع للحركة، حيث أننا لا نعترف بمدخلات ومخرجات ما سمُي ظُلماً واحتيلاً مؤتمراً سابعاً عام ٢٠١6 وفق أنظمة الحركة، بالإضافة إلى الإبتعاد عن التفرد في القرارات وتهميش الأُطر التنظيمية والإاستقواء عليها، كما سيكون العمل على قاعدة الشفافية والمحاسبة فاعلة بالتعامل مع قيادات الحركة وخاصة هؤلاء الذين يتبوؤن مناصب عليا في السلطة الفلسطينية".

وأكد، أنه لا يرى أي اهتمام أو فائدة للرئيس أبو مازن أو حاشيته من المستفيدين بأن يطبقوا هذه الأُمور البديهية فتحاوياً، لذلك لأعتقد بأن المصالحة الفتحاوية ستتحقق العام المقبل إلا بتدخل إلهي.

الشريف : فتح في مرحلة صعبة

تأتي انطلاقة حركة فتح ال57 بعد أقل من أسبوع ومازالت حالة التردي والانقسام داخل الحركة يؤرق الفتحاويين وكل الشعب الفلسطيني.

المحلل السياسي الدكتور طلال الشريف، تحدث "لراديو الشباب" عن واقع حركة فتح والتي ستحتفل خلال الأيام القادمة بالإنطلاقة 57 ، قائلاً :" الحركة في مرحلة صعبة وحالة تردي،وهي حالة غريبة على هذه الحركة التي تمثل التيار الوطني المركزي الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية والتي قادت النضال الوطني منذ الستة عقود الماضية كانت دائما تحافظ حركة فتح فيها على عنفوان الثورة الفلسطينية وتأكيد هوية الشعب والقضية ومواصلة برنامج التحرر والاستقلال".

وتابع الشريف يقول:" منذ الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة الذي امتد جغرافيا واداريا بسيطرة حماس على قطاع غزة وتراجع عملية السلام وافشالها من جانب الإحتلال وتبعها الانقسام الفتحاوي دخلت فتح في نفق مظلم، موضحاً أن هذا النفق ترك أثره على الحالة الوطنية عامة والحالة الديمقراطية خاصة التي كانت نهايتها حل المجلس التشريعي وإلغاء الانتخابات العامة والرئاسية التي كانت مقررة في 22/5/201 وازدادت حالة الصلف الاسرائيلي ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية والغور وتغول المستوطنون وتواصلت جرائمهم دون حراك من سلطة الرئيس عباس، وقبلها عدم تنفيذ قرارات المجلس المركزي تجاه العلاقة مع الاحتلال وغياب أي دور فاعل من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لجلب اسرائيل للقرارات الدولية لإنهاء الاحتلال والضغط عليها للإنسحاب من الأراضي التي احتلتها في العام 1967".

وأكد الشريف، أن حركة فتح تمُر الآن في وضع مترهل سياسيا لقيادة المشروع الوطني وأصبحت معرضة رويدا رويدا للضغوطات وتمضي مؤامرات خارجية لخنق التمثيل الفلسطيني في كل المجالات ليصبح الشعب الفلسطيني بلا تمثيل في سياق إعادة ترتيب الشرق الاوسط وتغيير الانظمة والحدود وإنشاء حدود جديدة وكيانات شبيهة بتقسيم "سايكس بيكو" يكون الشعب الفلسطيني والقضية والأرض الفلسطينية هي الخاسر الأكبر مع غياب العالم العربي لحماية استقلال دوله وثرواته وتنفذ سيناريوهات تصفى فيها قضايا عدة في مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأضاف :" تأتي هذه الحالة وسط تراجع حركة فتح ومعها السلطة عن المكاسب الديمقراطية وصيانة حقوق المواطن الفلسطيني وغياب الشفافية والحكم الرشيد وتتواصل منازعة حماس لقيادة فتح على التمثيل الفلسطيني بقوة"، متسائلاً :" إلى متى ستبقى هذه الحالة الفتحاوية منقسمة وإلى ما ستؤول إليه حالة التراجع هذه، وإلى متى ستبقى فتح منقسمة بعد أن حاول تيار الاصلاح في فتح المصالحة لإستعادة حالة الوحدة الفتحاوية عبر أطراف وجهات عدة توسطت في هذ الإتجاه وبعد أن أثبت التيار الاصلاحي وقيادته قدرته على إمكانية أن يكون رافعة للوحدة الفتحاوية بقدراته التنظيمية والإدارية وما يتمتع به من علاقات عربية ودولية لصيانة هذه الحركة العملاقة واستعادة هيبتها والتي تمثل الشعب الفلسطيني ويقع على كاهلها المسارعة للوحدة".

وختم الشريف :" الوقت يمضي والمؤامرات على حركة فتح والقضية الفلسطينية أصبحت مؤكدة، وعلى الرئيس عباس وقادة فتح الإسراع في خطوات المصالحة الفتحاوية قبل فوات الأوان فالبدائل جاهزة ومشاريع تصفية القضية أصبحت تنفذ على الأرض وفي وضح النهار" .

ما الذي يحدث لحركة فتح، ولماذا؟ وكيف حصل ذلك؟ ومن المسؤول؟ هكذا ثمة أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح ولا تجد إجابة واضحة، باختصار فإن فتح اليوم على مفترق طرق مصيري، والأمر منوط بمنتسبي فتح وكوادرها وجمهورها ومُحبيها للتحرك لإنقاذ الحركة لما وصلت إليه، وإعادة تصوبيب المسار.