نشر بتاريخ: 2021/09/06 ( آخر تحديث: 2021/09/06 الساعة: 16:41 )

 

نجح ستة أسرى فلسطينيين فجر اليوم الإثنين، من انتزاع حريتهم واختراق جدران سجن (جلبوع)، بعد أن حفروا نفقاً استمر العمل فيه لشهور طويلة، مما ترك صدمة وانتقادات واسعة للمنظومة الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال.

ويعتبر سجن “جلبوع” شديد التحصين الذي يقع على أراضي مدينة بيسان شمال فلسطين المحتلة،

ويرصد لكم موقع راديو الشباب  عدة محاولات لأسرى فلسطينيين حاولوا خلالها الهروب من السجن، إلى جانب صفات السجن الذي تحول إلى مجرد أسوار واهية أمام محاولات أولئك الأسرى.

راديو الشباب حيث افتتح سجن جلبوع في أواخر عام 2004، وكان من المقرر أن يكون بمثابة أحد الحلول لعدد الأسرى الفلسطينيين خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، وحتى صباح اليوم مع عملية هروب الأسرى كان يصنف على أنه يتمتع بأعلى مستوى من الأمن من بين جميع السجون، وأنه يؤوي أهم الأسرى الفلسطينيين وخاصةً القيادات منهم.

سجن جلبوع الأكثر “آمنًا

ويطلق على السجن الذي عمل وفق مواصفات دولية، بأنه الأكثر “آمنًا”، وكل زنزانة بداخله تزن 66 طنًا من الخرسانة المصبوبة، وهو ما يعادل 3 أضعاف وزن الزنزانة في السجون العادية، ويوجد أسفل كل واحدة إجراءات مختلفة لمنع إمكانية حفر نفق متفرع، ويوجد أسفله مادة مثبة بالأرض لتصعيب عمليات الحفر.

كما تم فصل الزنازين عن بعضها لتصعيب مهمة الأسرى في معرفة مكان وجودهم، ولكن يتم منحهم المشي لمدة ساعتين في فناء السجن، كما يوجد فيه مطبخ ومقصف وغيره، وهو يتألف من خمسة أجنحة منفصلة يمر الطريق إليها من خلال ممر ملفوف بالشبك.

وتعمل في السجن 72 كاميرا على مدار 24 ساعة في اليوم، وتراقب كل خطوة من خطوات الأسرى، وتتطلب الإجراءات الاحترازية لدائرة السجون أن لا يتم فتح أي جناح إلا من قبل الحارس في منطقته، وكل زنزانة بها 8 أسرى، ولكل جناح 15 زنزانة.

محاولات متكررة لنيل الحرية

في عام 2014 جرت حادثة مماثلة للتي وقعت اليوم، إلا أن إدارة مصلحة السجون تمكنت من إحباط هروب عدد من الأسرى بعد أن كشفت عن عملية حفر نفق داخل حمام زنزانة كان يتواجد بداخلها 8 أسرى من الجهاد الإسلامي، وهي نفس الطريقة التي استخدمت الليلة في عملية الهروب.

وقبل عام واحد بالضبط في سبتمبر/ أيلول 2020، تم اعتقال 3 نشطاء من الجهاد الإسلامي لمحاولتهم تهريب هواتف لسجناء من الحركة في داخل سجن جلبوع باستخدام طائرة شراعية محسنة، وعمل الثلاثة على تشغيلها ليلًا بهدف إيصال الهواتف المحمولة والشرائح للأسرى، إلا أنه تم إحباط المخطط.

عملية هروب الأسرى صفعة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية

واعتبر خبراء ومحللون "أن نجاح عملية هروب الأسرى، تمثل صفعة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وتضيف عبأً جديداً على الاحتلال وتصب الزيت على النار خاصة بعد مقتل القناص الإسرائيلي على حدود غزة، وما تبعه من انتقادات وتداعيات سلبية لدى الاحتلال".
 

تبعات الحادثة، ستكون كبيرة وخطيرة

وقال مراقبون: "إن ما حدث يفضح ما تدعيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من الجهوزية العالية، والدقة والأمن واليقظة"، لافتاً إلى أن عملية حفر النفق تحتاج لفترة طويلة، وهذا يمثل إهانة وفشلاً ذريعاً للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.

واعتبروا أن تبعات هذه الحادثة، ستكون كبيرة وخطيرة داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد الهجمة الشرسة على المؤسسة الأمنية والجيش مؤخراً، مما يزيد من فقدان الثقة، وحالة من عدم الاستقرار السياسي لدى الاحتلال الإسرائيلي.