نشر بتاريخ: 2021/08/01 ( آخر تحديث: 2021/08/01 الساعة: 16:06 )

 

الأول من آب/ أغسطس 2014، يوم "الجمعة السوداء" كما يسميها أهالي مدينة رفح (جنوب قطاع غزة)، هي واحدة من أبشع المجازر الصهيونية راح ضحيتها 150 فلسطينيًا ومئات الجرحى، خلال ساعات معدودة.

تهدئة خرقت قبل بدء سريانها

في ساعات الصباح الأولى في مثل هذا اليوم عام 2014، عاد أهالي المنطقة الشرقية برفح لمنازلهم التي تركوها بعد توغل لقوات الاحتلال هناك؛ في ظل حديث عن تهدئة خرقت قبل بدء سريانها بدقائق، ولكن سرعان ما عاجلتهم الدبابات والطائرات بقصف مكثف وعشوائي لرفح، بعد أن اكتشف الاحتلال أن أحد جنوده (هدار غولدن) قد أُسر من قبل المقاومة الفلسطينية.

ومع بدء تحرك المواطنين القاطنين في المنطقة الشرقية إلى منازلهم مع دخول التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة صباحًا، بدأ قصف جوي وبري متزامن تجاه تلك المنطقة.

وشهد ذلك الوقت سقوط قذيفة صاروخية على المنطقة الشرقية لرفح كل عشرة ثوانٍ، حيث تم إطلاق أكثر من ثلاث آلاف قذيفة". وارتقى في اللحظات الأولى العشرات من الشهداء.

الوضع الإنساني "مأساوي للغاية

وكان الوضع الإنساني الذي شهدته مدينة رفح في ذلك اليوم بـ "المأساوي للغاية"، فيما لم تتحمل طاقة مستشفى أبو يوسف النجار هذا العدد من الضحايا في لحظة واحدة، ما حدا به لإطلاق أكثر من نداء استغاثة

الطواقم الطبية والمسعفين لم تسلم من الاستهداف، وذلك خلال محاولتهم الوصول إلى المناطق المستهدفة، الطواقم واجهت صعوبة في الوصول لأماكن القصف وأصيب عدد من المسعفين خلال تأدية مهامهم دون أن يتمكنوا من انتشال كل الضحايا".

الاحتلال يقصف مستشفى أبو يوسف النجار

"الاحتلال استهدف المشفى بشكل مباشر ، وأصبح غير آمن ولا يصلح للعمل بعد الأضرار الكبيرة التي تعرض لها جراء القصف"، في حين كان  أن عشرات المواطنين كانوا قد لجأوا للمشفى للاحتماء به من شدة القصف،

في الوقت الذي زعم فيه الاحتلال أن جنديه المختطف يقبع في المسستشفى، كذريعة لمواصلة استهدافه جوا وبرا.

وفي تلك الأثناء، كانت دبابات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تقترب من مبنى المستشفى ولا تتردد بقصف أي هدف يتحرك بالقرب منه.

هذا ونجحت الطواقم بإخلاء مستشفى أبو يوسف النجار من الأطباء والمرضى ونقلهم لتقديم الخدمات الطبية في المشفى الكويت ي المخصص للولادة، حيث تم تحويله آنذاك إلى نقطة إسعاف، فيما تُركت أكثر من 70 جثة في مشفى أبو يوسف النجار لتعذر نقلها في حينه.

ضاقت الثلاجات بجثامين الشهداء، فاضطرت الطواقم الطبية إلى حفظ بعض منها في مبردات الطعام فيما تم دفن عدد من الشهداء دون أن يتم التعرف عليهم، نظرًا لتقطعهم إلى أشلاء من شدة القصف، كما تم دفن أكثر من جثمان في القبر ذاته، لكثرة أعدادهم وضيق المقابر.

الاحتلال يتبع سياسة الأرض المحروقة

وكانت مصادر عبرية، قد ذكرت حينها، أن قيادة الجيش أمرت قواتها بتنفيذ خطة  (سياسة الأرض المحروقة) في مجزرة رفح، بعد اكتشاف اختطاف أحد جنودها من داخل نفق للمقاومة شرق رفح.

صمت وتخاذل المجتمع الدولي

وستبقى جريمة رفح شاهدة على همجية وبربرية هذا الاحتلال النازي الارهابي وايضا تشهد على وصمت وتخاذل المجتمع الدولي اتجاه قطاع غزة، خصوصًا بعد استخدام الاحتلال لأسلوب الأرض المحروقة، في تدمير المنطقة والتي ايضا استخدمها في الحرب الاخيرة على قطاع غزة

ولا زال الاحتلال يرتكب بالفلسطينيين الابرياء والمدنيين ما كانت النازية تفعله باليهود وزادوا على ذلك أكثر وأبشع واجرم

انتهت المجزرة ولم تنتهي الحكاية"رفح الصندوق الأسود"

انتهت مجزرة رفح، بارتقاء الشهداء وجرح المئات وتدمير أغلب منطقتها الشرقية، وعدم تقديم من ارتكبوها من قادة الاحتلال للمحاكمة، ولكن حكايتها لم تنتهي بعد ..

 فـ"الصندوق الأسود" ما زال مغلقًا، وتحتفظ المقاومة الفلسطينية بكامل الأسرار وخبايا، والتي سوف تُفاجئ الجميع، وفقًا لما قال محللون ومراقبون سياسيون.

 وتبقى رسالة غزة اننا  شامخون صامدون متشبتون بحقنا في الدفاع عن ارضنا ومقدساتنا.