نشر بتاريخ: 2021/07/27 ( آخر تحديث: 2021/07/27 الساعة: 08:41 )
د. عبد الرحيم جاموس

راديو الشباب لقد ضاقت جماهير شعبنا الفلسطيني ذرعا، بكل ما يلحق بها من أذى متعمد، من الإحتلال وأعوانه وحلفائه، في القدس وفي غزة والضفة وفي كل أرضنا المحتلة... 

لابد من كسر سياسات الإحتلال في القدس وفي الضفة وفي قطاع غزة وفي كل أرضنا الفلسطينية المحتلة، لابد من المبادرة في مواجهة سياسات الإحتلال، لفرض الوقائع على الأرض، لقد حان وقت اتخاذ القرارات الحاسمة وإنهاء مهزلة الإنقلاب والإنقسام والتسويف والإنتظار ...! 

 لقد حان وقت الخروج من خنادق الحزبية الضيقة والايديولوجيات السقيمة والميتة والشعارات الجوفاء، التي تؤخر ولا تقدم، وتؤجج مشاعر الإحباط، وتفتك بالذات دون أن تلحق أي أذى أو ضرر بالأعداء، وآن الأوان لوضع حد لحالة الإستقطابات والمحاور الإقليمية والدولية، التي تؤجر القضية وتعبث بها، وتستبيح دماء شعبنا ومصالحه، وتُجيرُ مواقفنا ومعاركنا لصالح هذه الدولة أو تلك...! 

لقد بات الحسم في جملة المواقف والقضايا الخلافية الحساسة ضروريا لا يحتمل التأجيل ... على المستويات كافة... 

لأجل الخروج من أزمة الإنقلاب والإنقسام وأزمة الأخلاق والقرار والنظام والمشروع ...! 

على الجميع بلا استثناء الإرتقاء بعقلنا السياسي والثقافي إلى مستوى التحديات الجسام التي تهدد وجود شعبنا ومستقبل شعبنا ومستقبل قضيته...! 

 إن حجم التحديات بات خطيرا ويتعاظم يوما بعد يوم، ولا سبيل لنا ولشعبنا وقواه المختلفة، بعد الإتكال على الله، سوى العمل على إنجاز وحدة شعبنا ووحدة قواه الحية المختلفة، والتمسك بها لإنقاذ حاضرنا ومستقبلنا، والحفاظ على ماضينا المشرف، مما يتهدده من مخاطر وتحديات وسياسات ومؤامرات، ولن تكون آخرها عمليات التطبيع المجاني المتصاعدة والمستمرة، من قبل البعض من دول العرب، وغيرهم من الدول الإفريقية والآسيوية، ممن كانوا دائما سندا لشعبنا ونضاله من أجل الحرية والإستقلال. 

لقد آن الأوان أن تسقط كافة الذرائع التي لازال البعض يتغطى بها لتبرير مواقفه الإنفصالية والإنقلابية ... وتبرير التمترس في خنادق الشعوبية والحزبية، وموالاة المحاور الإقليمية، التي لم يجني من ثمارها إلا العدو المتربص بالجميع منا، والذي يعمل ليلا ونهارا على ادامتها وتغذيتها....! 

 لما لها من فوائد وعوائد تعود عليه مباشرة بلا جهد أو عناء .... ولما لها من عواقب وخيمة تعود على حاضر ومستقبل شعبنا وقضيته، الذي بات ينوء تحت ثقل نتائجها (فقرا وحصارا وألما وأمنا وقتلا ودمارا)...  

كفى أربعة عشر سنة عجافا من نتائج الإنقلاب والإنقسام والتمرد على الشرعية وعلى الذات .. 

بادروا يا أصحاب الحل والعقد ويا أصحاب الرأي ويا أصحاب القرار .... إلى الخروج من هذا الوضع المزري ووضع حد لنهايته. 

لم يعد أحد من شعبنا ومن أصدقائنا يحتمل التبرير والتسويف والتأخير في الخروج من هذه الدوامة المؤلمة والمخزية.... 

على جميع القوى والنخب والفصائل والاحزاب والمنظمات، وكافة جماهير شعبنا العظيم الإلتقاء على برنامج نضالي كفاحي وسياسي، يستعيد فيه ومن خلاله شعبنا وحدته والتي هي أساس قوته، والصخرة الكأداء التي تتحطم عليها كافة المشاريع العنصرية والتصفوية لقضية شعبنا، لينطلق الحوار الوطني الهادف والمخلص فورا دون توقف، لتحقيق الوحدة الوطنية، والتفرغ لمواجهة التحديات المتجسدة في استمرار الإحتلال والضم والإستيطان والتطهير العرقي، في القدس وغيرها وتدنيس المقدسات واستهداف الأقصى المبارك بالسيطرة ومن ثم الهدم. 

يا أبناء شعبنا العظيم إن وحدتكم هي اساس قوتكم وانتصاركم، إن قضيتكم اليوم تمر في اصعب وأحلك الظروف وأخطر المحطات التاريخية، صمودكم ووحدتكم هي الصخرة الكأداء التي ستتحطم عليها المؤامرات التصفوية، وهي السلاح الماضي الذي تنتزع به الحقوق وتتحقق به الاهداف والغايات الوطنية النبيلة...! 

عاشت وحدة شعبنا الفلسطيني. والمجد لشهدائنا الأبرار. والتحية لأسرانا البواسل في سجون الإحتلال. والخزي والعار للمتآمرين الجبناء.. 

اتحدوا اتحدوا اتحدوا...