نشر بتاريخ: 2021/05/28 ( آخر تحديث: 2021/05/28 الساعة: 14:16 )


ثمانية  أعوام مضت على رحيل القائد المفكر "أبو علي شاهين شيخ المناضلين وأبو الثورة والثائرين،

عبد العزيز علي شاهين الذي ولد في قرية بشيت قضاء الرملة في يوم ماطر من عام 1941م، عرف طريق الشتات والتشرد عن الوطن مع من عرفه من أهله وشعبه إثر النكبة التي حلت به عام 1948م ، حيث حط به الرحال لاجئاً في قطاع غزة ومن ثم انتقل إلى مخيم رفح للاجئين مع أسرته.

استشهد والده عام 1948م بعد أن تم طرد الفلسطينيين من ديارهم، تلقى عبد العزيز شاهين تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدراس الوكالة في رفح والتحق في المرحلة الثانية في المدارس الحكومية بمدينة خانيونس حيث أنهى دراسته الثانوية عام 1960م ، عرف عبد العزيز شاهين الفقر والجوع واليتم مبكراً .

سافر في بداية الستينات للعمل في كل من قطر والسعودية وكانت تربطه علاقة حميمة مع الشهيد / ماجد أبو شرار الذي حضر إلى السعودية صيف عام 1963م وعمل في المنطقة الشرقية منها .

يقول أبو علي شاهين بدأت صفحة جديدة في حياتي من البحث والنهوض والمساءلات إلى أن اهتديت إلى أول الخيط الذي سيقودني فيما بعد إلى حركة فتح ويتطابق مع توجهاتي ورؤيتي في تحرير فلسطين المحتلة عبر الجسر الوحيد الباقي لنا وهو جسر الكفاح المسلح والعنف الثوري بعيداً عن جدل الحزبية المتصارعة في فراغ الكلام حيث كان انتمائي إلى حركة فتح في ستينيات القرن الماضي ، وتفرغت للعمل العسكري في حركة فتح بعد هزيمة حزيران عام 1967م حيث التحقت للتدريب بمعسكر الهامة .

بعد الهزيمة المرة التي أصابت الأمة العربية عام 1967م توجه أبو علي شاهين إلى داخل الأرض المحتلة ، وتحديداً مدينة نابلس حيث واصل عمله بإعادة تنظيم الخلايا الفدائية فيها ، قابل هناك الأخ / أبو عمار والذي كان متواجداً في المدينة وكان يلقب في ذلك الوقت باسم الدكتور / أبو محمد والذي كان يقود ويشرف على العمليات الفدائية ، تلقى أبو علي شاهين تعليمات من أبو محمد بالتوجه إلى الخليل حيث شكل هناك القواعد المقاتلة الأولى وعمل على التنسيق مع مناضلي قطاع غزة .

طاف أبو علي شاهين مدن الأرض المحتلة وقراها في تجربة نضالية نادرة إلى أن تم اعتقاله يوم 25/9/1967م .

كان أبو علي شاهين من الرعيل الأول لحركة فتح الذين فجروا ثورة المستحيل ، ثورة الشعب الفلسطيني المعاصر ، وخاض تجربة الكفاح المسلح داخل الأرض المحتلة وعمل دون كلل أو ملل لبناء قواعد الثورة في الأرض المحتلة وتجنيد الثوار في صفوف حركة فتح عام 1967م إلى أن تم اعتقاله .

بقي أبو علي شاهين في السجون الإسرائيلية من تاريخ اعتقاله وحتى تاريخ الإفراج عنه 23/9/1982م حيث أمضى خمسة عشر عاماً خلف القضبان، قضى منها اثنا عشر عاماً في العزل الانفرادي .

كان أبو علي شاهين معتمد الحركة الأسيرة لحركة فتح في السجون ، أشرف أبو علي خلالها على إقامة حركة الشبيبة الفتحاوية بالوطن نهاية العام 1982م .

منذ اعتقاله بتاريخ 25/9/1967م وحتى 22/2/1968م طيلة هذه الفترة استمر التحقيق مع أبو علي وقد مر بكل مراكز التحقيق ، ذاق أثناء هذه الرحلة الاعتقالية جميع أصناف التعذيب التي برعت بها العقلية المخابراتية الصهيونية بكل عنصريتها وزنازينها التي لا تحتاج إلى دليل .

لقد خاض أبو علي شاهين تجربة الاعتقال التي كانت أشد ضراوة وأكثر شراسة ، وكانت تجربة صراع الإرادات أثناء وجود أبو علي شاهين في السجن حيث تمكن من أن يبلور لنفسه مكاناً ونفوذاً كبيرين كأحد قادة فتح والفدائيين وعلى امتداد فترة سجنه وبالذات في السنوات الستة الأخيرة ،

حيث برز نفوذه وتأثيره على السجناء الفلسطينيين ، فإيعازاته وتوجهاته أصبحت تحتل مكانة هامة في حياة السجناء وقاد أشرس إضراب عن الطعام عام 1970م وذلك في سجن عسقلان .

وفرض الاحتلال عليه الإقامة الجبرية في منزله في مخيم تل السلطان في رفح بين عامي (1982-1983)، وألزمه بالحضور يوميًا إلى مقر الشرطة من الساعة العاشرة صباحًا ثم الثانية ظهرًا، ثم صدر قرار بنفيه إلى منطقة الداهينية في سيناء بين عامي (1983- 1985)، ثم أصدرت المحكمة العليا الصهيونية قرارًا بإبعاده إلى جنوب لبنان عام 1985 ثم اعتقل في الاردن و تم ابعاده الى العراق.

عاد إلى فلسطين عام 1995، وأصبح عضوًا في لجنة المرجعية العليا لفتح في قطاع غزة بين عامي (1995-2005)، وعضوًا في المجلس التشريعي الأول (1996-2006)، وعضوًا في المجلس الوطني (1996-2006)، ووزيرا للتموين (1996-2003).

وفي الثامن والعشرين من ابريل عام 2013 توفي القائد الفتحاوي الكبير عبد العزيز شاهين الشهير بأبو علي،

بعد أن دخل في غيبوبة بمشفى الشفاء بمدينة غزة عن عمر يناهز الثمانين عاماً، وكان شاهين يعاني منذ أشهر من توقف جزئي لعمل الكبد، ما أدى إلى تدهور صحته بصورة سريعة واستدعي نقله للمشفى أكثر من مرة.

ونقل القائد الفتحاوي للعلاج بالخارج أكثر من مرة لكنه طالب بالعودة لقطاع غزة ليدفن فيه، رافضا الموت خارجه.

ويحيي كوادر وأبناء وقيادة حركة فتح والنخب الفلسطينية والعربية في كل عام ذكرى رحيل "شيخ المناضلين"، كما يحلو للبعض أن يسميه نظرا لتاريخه الحافل من التضحيات والنضال في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والثورة الفلسطينية.شيخ المناضلين أبو علي شاهين ،

أبا علي سلامٌ عليكَ في الأولين والآخرين يا كَنْز الثورة المفقود